صدر كتاب جديد للمدبّر العام في الرّهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة الأب بشارة إيليّا، بعنوان "قراءة تأويليّة من الوثائق النبويّة إلى وثيقة الأخوة الإنسانيّة"، عن "دار بيسان للنّشر والتّوزيع"، وذلك في الذّكرى السّادسة لإعلان وثيقة الأخوة الإنسانيّة والعيش المشترك.
وأشار الأب إيليّا في تمهيد الكتاب، إلى أنّ "القيم الإنسانيّة المشتركة تشكّل أساسًا متينًا لبناء حوار عميق بين الأديان، ولا سيّما بين المسيحيّين والمسلمين، إذ تتجلّى في مواثيق السّلام والتّعايش بين الشّعوب، بمختلف انتماءاتها الدّينيّة والثّقافيّة. ومن بين أهمّ الوثائق التّأسيسيّة في التّاريخ الإسلامي، الّتي كرّست مبادئ التّعدّدية الدّينيّة، والتّسامح الإنساني، تأتي "صحيفة المدينة"، والعهود النبويّة الّتي قدّمها نبيّ الإسلام، من خلال العهد النّبوي، لمسيحيّي نجران، والرّسالة الّتي وجّهها إلى دير القدّيسة كاترين في سيناء، المهورة ببصمة النّبي محمّد".
واعتبر أنّ "هذه الوثائق ليست مجرّد معاهدات تاريخيّة، بل تمثّل ركائز لوثيقة الأخوّة الإنسانيّة والعيش المشترك، الّتي تمّ التّوقيع عليها من قبل البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشّريف أحمد الطيّب، في العاصمة الإماراتيّة أبو ظبي في 4 شباط 2019".
ولفت إيليّا إلى أنّ "في الذّكرى السّادسة، وبعد كتابي وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، قراءة تأويليّة، أنموذج "لا خلاص خارج الكنيسة"، ومفهوم "المغضوب عليهم والضّالين"، أجد نفسي مساقًا إلى دراسة الوثائق النّبويّة الّتي شكّلت الخلفيّة الرّوحيّة للأخوّة الإنسانيّة".
وركّز على أنّ "هذا، وشرقنا مهد الدّيانات التّوحيديّة، ونحن أبناء تاريخ العيش معًا وصانعوه، ننجذب إلى الله الّذي لا يحدّه دين، وتجلّياته لا تنتهي، وهو السّرمديّ الأبديّ. ولكلّ إنسان كرامته، وفيه قبس من نور لا ينطفئ لأنّ نوره من النّور. ولتبقى الكلمة الحقّ تجمعنا "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ"(آل عمران ٦٤)، في البِدءِ كان الكَلِمَةُ.. وكانَ الكَلِمَةُ الله (يوحنا ١:١)".
يُذكر أنّ الأب إيليّا كان قد أصدر كتابًا عن الوثيقة بعنوان "وثيقة الأخوة الإنسانيّة قراءة تأويليّة، أنموذج "لا خلاص خارج الكنيسة" ومفهوم "المغضوب عليهم والضاليّين" عام 2024.